من فوهة التاريخ
تعثرث على وقع
الخطى
وترجلت على مسافة من
الخطيئة
مسحت بيدي وجه
القمر
برذاذ مطر الخطايا
استعصى على النزول من
ثقب الذاكرة
والمسجد القريب إلى قلبي
ينتظر المناصفة
والقوافل الجائعة على مرمى
الحجر
تدك الأرض وتضع آثار أقدامها
للشتات
والأقدام الضائعة في التربة
الداكنة
واستسلام الخيل على أبواب
البصرة
تحولت مدني
شظايا للتسول
عبر أرصفة العبارات
المباحة
و الكلاب تنبح خلف
السياج القديم
وجداول الحروف لم تعد
تتحمل
هاجس الخوف من لذغة
أعجمي
يطارد نحل الكلام في لغة
مهجنة
وبشاعة الصورة أمام حضرة
السلطان
تغادرني
خفافيش ليل يصادر
ظلمة المكان في تجاعيد زمن
يحمل لغة
لسان
وهم الكتابة على الألواح
وسكوك الغفران
والرمل يدون خطوط
التاريخ
عن كتابة الوجع وعدوى
النهاية
تعود الرواية
تظللها ظلال أشباح
تتربص بعيون شاخت
وتفسخت وجوه شيوخ
عن طفولة مبكرة
وسهاد الزهاد في صلاة البخور
والعنبر
تقطع المسافة من دجلى
حتى حدود المعبر
تستقبلك اطياف الطيب
المزركشة بألوان المساحيق
والسكر
وعبق الفتوحات
يذكرني بصلاح الدين
وزمرة الاحفاد وجدي القديم
في الصورة والسجاد
والام الضائعة في السؤال
الغريب
عن شكل الولادة
والطفولة
تخرج عن مهدها
تحارب النعاس الثقيل
في جفون من كانوا هنا
بالامس
لا تقوى شهامتي على خوض
معارك جديدة
و لا تتمتع بالفصاحة القديمة
في حق من لا يحلم مثلنا
تنفلت الصور في كل الممرات
وخلف العتمة الطويلة فوق شرفة
الليل
يطل القمر على غرناطة
ويفتح شهية الاندلس لدخول
طليطلة
وبلاد فارس وبقايا المعارك
الباسلة
ما تزال تنتظر سيوف الرمال
وصراخ الهزائم المتتالية
يعود الصدى
بقايا صور تاريخ
يتساقط خريفا مريضا
في قبو قلاع منسية
تتجسد خيوط عنكبوت
معتقل الفارين من جحيم
السؤال
تتقاعص المفردات عن شرح
فحوى الخطاب
واحمل ما تبقى منيعلى بعير
أنهكه السفر و الترحال
ضربت الأرض حتى مخمص قدمي
عسى الموت يخرج سريعا عن
وجعي
وغصة الكلمات التي لا تأتي
وقالت لي عرافة الشام
بلاد العرب
لم تكن تدري
أن الشمس ما تزال تسقط في الغروب
واختلفت الآراء
حول احقية الشمس في الغروب من أصلها
إذا لم تكن قد كشفت عن حجم الماساة
والأماكن المكشوفة للأعداء
والقبائل المهاجرة خلالها أرضها
زبد المعارك الخاسرة
يطفو فوق موائدالمجون
و الليالي الشاردة على إيقاع الهذيان
والفتنة الحالمة
تقف العروبة شامخة
تغازل إبن السلطان
تعوده على كثم الأسرار ومجالسة الكبار
ورفع السيف في الحرب وفي السلام
تتدحرج الوصايا بأسلحة الخيانة
على ظلال قمر يجمل صورته
في عيون الذين لا يحلمون
ولا يقرأون جرائد الصباح
و لا تاريخ امة عند النواح
و لايتذوقون شاي القوافل
العائدة من بلاد الاوثان
تخذلني العبارات عند منتصف الطريق
حين يكون للمعنى
صورة الكلام
وما تبقى من انشودة الزمان
ترويه حكاية الجرذان
وبقايا الخفافيش في الجدران
وعلى مقربة مني تلد العروبة شيئان
واحد لي اعرفه
واخر للشيطان امقته
يعانق الليل اسراره
في صمت الشجر و فرحة الاقحوان
نسيم خرذل يعلو سماء دمشق
وبابل تحضر طقوس الغربة
امام تيجان معلقة باصداف
بحر لم تركبه سفن تحمل لا جئيها
خارج اسوار روما وخلف جبال البلقان
تعودت ان اسافر فيك
كل صباح
واحمل سيفي مثل دي نكشوط
في الهواء
اخاف من صورتي
والاسلحة المنفلة من قبضة السارق و الجبان
حديث الفتوحات يطلب العفو من صاحبه
حتى ينام
وانت في صلب المعركة
تواري وجهك عن البائس والحيران
ماذا فعلت بنفسي
اختار بيني وبين نفسي
كلمتان
واحدة تحمل اسمي
واخرى للموت
تحمل صورة حلمي